تقرير : مسلسل التنديل

عبد الحسين عبد الرضا : المخرج غيّر في شخصيّات عدّة
التنديل... حقبة تراثيّة من تاريخ الكويت
« التنديل» كلمة تعني رئيس أو مراقب العمال، سيكون لهذه الشخصية مكان ضمن خارطة شهر رمضان المقبل، يعود من خلالها الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا إلى الشاشة، بعد غياب حوالى العام، بشخصية جاسم التنديل في مسلسل تراثي، تراجيدي- كوميدي، برفقة نخبة من الفنانين الكبار والشباب وإدارة المخرج محمد دحام الشمري
زارت «الجريدة» موقع تصوير مسلسل «التنديل» في قرية «خليفوه» التراثية في منطقة الوفرة الزراعية، والتقت نجم الكوميديا عبدالرضا ومجموعة من الفنانين المشاركين في العمل
يشيد عبدالرضا بالصحافة الفنية الكويتية وبدورها البارز في الحركة النقدية، لا سيما أن المقالات النقدية بناءة وتوجه الفنانين كي يعيدوا النظر في أدائهم التمثيلي أو اختيار أدوارهم.
يقول عبدالرضا الذي يؤدي شخصية بوعدنان: «في السابق عندما كنا في مرحلة الشباب لم نعرف ماهيَّة النقد، إذا انتقدنا أحد الصحافيين «نتحبله»، لكن مع مرور الوقت عرفنا أن الانتقاد يعني أنك تقدم دوراً مهماً، وهو يتابع مسيرتك الفنية باهتمام».

اختيار «التنديل»
عن محور المسلسل وسبب اختيار هذا العنوان يوضح عبدالرضا: «يتناول المسلسل قصة والدي ذلك الرجل العصامي الذي كوّن نفسه من خلال العمل في البحر وأصبح تاجراً كبيراً. في ذلك الوقت كانت السفن شراعية «أبوام»، وكان البحارة أحياناً، بفعل الرياح، يعجزون عن مغادرة بومباي أو بلدان أخرى مدة ستة أشهر أو أكثر، ما يسبب في إفراغهم من النقود وفي التفتيش عن مصدر لسد حاجتهم. والتنديل هو مثال للبحارة وقدوة لهم، يعمل لدى الهنود و{هب ريح» فأطلقوا عليه اسم «تنديلو» وأصبح رفاقه ينادونه بالتنديل ثم لقِّب بعائلة التنديل».

عرض أول

يتكوَّن «التنديل» من 30 حلقة من انتاج تلفزيون دولة الكويت، «فهوالتلفزيون الوحيد بالنسبة إلينا الذي له الفضل الأكبر في إبرازنا وفي تحقيق شهرتنا منذ بدايتنا إلى يومنا الحالي» يؤكد عبد الحسين مشيراً إلى أن «العرض الأول سيكون لتلفزيون دولة الكويت كعادتي منذ زمن، وهذا يشرفنا كفنانين».

في العرض الثاني، يوزّع العمل على بقية المحطات، فهو كمنتج لا يحبذ العرض الحصري على الرغم من أنه يوفر مبلغاً كبيراً، لأنه يظلم العمل على حد تعبيره كونه سيشاهد في محطة واحدة، ومن حق الجماهير في الوطن العربي أن يتابعوه من خلال فضائياتهم.

قلة النساء

يشير عبدالرضا إلى أن «النص فرض قلة العناصر النسائية، في ثلاثينات القرن الماضي وأربعيناته كانت حركة النساء قليلة وكان يمر يوم كامل من دون أن ترى امرأة في السوق، لكن هذا الأمر لم يمنع مشاركة عناصر نسائية مثل شيماء سبت، هيا شعيبي، ملاك مها حميد، عبير الجندي، احلام حسن وليلى السلمان، إلا أن الأدوار النسائية ليست بقوة الأدوار الرجالية لأن النص يتحدث عن البحر والغوص إلى بداية ظهور النفط».
المخرج حُر

ويتحدث عبدالرضا عن تعامله مع المخرج محمد دحام الشمري: «للمرة الأولى أتعامل مع هذا المخرج المتميّز، لم أتدخل في عمله فقد غيّر في شخصيات عدة لن أفصح عنها، وطبعاً غيّر لقناعته في تفصيل الأدوار ومدى صلاحيتها لممثل أكثر من آخر، هناك توارد خواطر بيننا بهذا الشأن».
ويؤكد أنه لن يحجر على رؤية دحام الإخراجية، إنما يجب منحه مساحة كبيرة من الحرية كي يبدع في عمله، وهو يتحمل المسؤولية كاملة، كذلك يبدي ثقة كبيرة بالممثلين النجوم بما لديهم من امكانات فنية قديرة. يشير إلى أنه سجل ملاحظات على الديكور في شكل الباب أو «الدريشة». بالنسبة إلى النص يقول أنه لم يتدخل فيه لأنه ممثل فحسب وقد شارك في الكتابة ثلاثة من أصحاب الاختصاص، الأول كتب القصة والثاني السيناريو والثالث المعالجة الدرامية.

رقابة ذاتية
وعن رقابة النص من قبل وزارة الإعلام يقول عبدالرضا: «الرقابة ذاتية، أنا أمتلك الخبرة وأشكر إدارة الانتاج في تلفزيون الكويت ومديرها بندر المطيري الذي يثمن الفنانين أصحاب الخبرة ويثق بهم، رقابتنا أكثر صرامة من رقابتهم، لأن العمل يخص ديرتنا ونحن نحافظ على سمعتنا وسمعة بلدنا».
يشير إلى «وجود بعض الاسقاطات عن الوضع الراهن على الرغم من أن العمل تراثي نظراً الى حجم المشاكل التي نواجهها في نواحي الحياة اليومية».
بالنسبة إلى المكان الذي شكل مسرحاً لأحداث المسلسل، يفيد أن المخرج هو الذي اختاره «لأنه يحب أن «يهد حيل ربعه» وبالطبع ستكون النتيجة جيدة، فالعملية فعلاً متعبة، خصوصاً في هذه الأجواء الصعبة من غبار وحرارة الطقس الشديدة، وطالما أنك تبحث عن الجودة لا بد من أن تلبي طلبات المخرج».

في ما يخص الأجواء القديمة يقول: «مررت بها بحكم سني، فمن خلال هذه النوعية من الأعمال نذكّر شبابنا المدلل الذي يعيش بخير وعز، كيف كان يعيش الآباء والأجداد قديماً ويتحملون المصائب والمشقات بمثابرتهم وصبرهم، كانت الحياة صعبة وأنا عايشت أشخاصاً في تلك المرحلة، من هنا جاء عملنا توثيقياً درامياً واجتماعياً من خلال قصة إنسانية تتفرع منها جوانب عدة».

يشير إلى أن وزارة الإعلام ستغطي تكاليف العمل، يقول: «بصراحة لم أخسر في أي عمل سابق، عندما تقدم مسلسلاً جيداً ثق بأن المردود سيكون بمستواه».
عتب على التلفزيون
ولم يخلُ اللقاء مع عبدالرضا من توجيه بعض العتب إلى تلفزيون «الكويت»: «كانت لدينا ثروة تكمن في استوديو 800 و500 وهما من أفضل الاستويوهات، للأسف حوّلهما تلفزيون «الكويت» إلى برامج منوعة وعادية وإخبارية، تستطيع تقديمها في أي ركن، وطردوا الدراما من استوديوهات الإعلام الرسمية».

وعن عودة الثلاثي عبدالرضا وسعاد عبد الله وحياة الفهد يوضح: «إذا توافر النص الجيد لا مانع من جمعنا تحت مظلته، وهذا ما أتمناه، الفكرة موجودة ورحبت بها، إنهما اهرامات ونجمتان لهما ثقلهما ووزنهما ولا بد من أن يكون الكاتب متمكناً كي يعطي كل المجموعة حقها.
المخرج دحام
يبدي المخرج محمد دحام سعادته في المشاركة في عمل للفنان القدير عبدالرضا، وبعد مشواره البسيط في المجال الدرامي التلفزيوني، يعتبر اختياره لإخراج العمل بمثابة تكريم له.
يقول: «العمل تراثي تاريخي ويمثل حقبة من تاريخ الكويت لذلك هو مكلف من الناحية الانتاجية لا سيما بناء الديكورات والاكسسوارات والأزياء والسيارات القديمة، وحتى في اختيار الممثلين، لم يُتنازل عن أي شخصية من الشخصيات، اخترنا الفنانين بعناية وستشاهدون مسلسلاً لطيفاً في رمضان المقبل».
تجربة ثانية
يبدي الفنان القدير جاسم النبهان سعادته في التجربة مع بو عدنان بعد مسلسل «الإسكافي»، ويعتبرها جديدة تزيده خبرة ومحبة جمهور عبدالرضا. يشير إلى مشاركة مجموعة طيبة من الشباب التي تستمدّ ثقافتها الغنية من أمثال الفنان الكبير عبد الحسين وبقية العناصر الموجودة التي لها تجارب في الكويت والخليج.
أمنية تحققتمن ناحيته، يقول الفنان القطري عبدالعزيز جاسم أنه كان يتمنى العمل مع عبدالرضا وتحققت أمنيته من خلال هذا العمل، «وهو من الأعمال ذات الانتاج الباهظ التي تحتاج إلى سخاء في الانتاج» على حد تعبيره مضيفاً أن هذا الأمر ليس بمستغرب على عبدالرضا، ومبدياً ارتياحه إلى العمل مع المخرج محمد دحام خصوصاً أنه اول تعاون بينهما.
أداء مختلفيعتبر الفنان ابراهيم الحربي أن عوامل عدة ساهمت في تقديمه أداء مختلفاً عن أعماله السابقة من بينها عمله للمرة الأولى مع المخرج دحام ومع الفنان عبد العزيز جاسم، ومع عبدالرضا في عمل بهذا الحجم، كذلك لم يشترك في الأعمال التراثية إلا بمسلسل قديم.

الإبن العاق
يعرب الممثل يعقوب عبد الله عن سعادته البالغة بأن يكون ابناً لعبدالرضا في المسلسل ويعتبر هذا الأمر مسؤولية كبيرة ويتمنى أن يكون بحجم الثقة لتجسيد هذا الدور.
نقلة دراميّة
يشير الفنان السعودي عبد المحسن النمر إلى أن المسلسل يضمّ مقومات النجاح الجماهيري والفني والتقني ويعتبر نقلة على مستوى الدراما الشعبية في الخليج، ويختلف دوره في ممراته الدرامية عما قدمه سالفاً.

خلق العملاق
من ناحيتها، تعترف الممثلة العراقية مها حميد أن حلم حياتها هو أن تشترك في عمل مع العملاق عبدالرضا، تقول: «بوعدنان قمة في الخلق والتعامل الراقيين، ويعطي الممثل المبتدئ الثقة بنفسه ولا يبخل عليه بالنصح بكل طيبة».

عتب على «فنون»
قال بوعدنان في لقاء مع قناة «فنون»: «أحاول بكل الطرق أن أقول للقائمين على إدارة القناة أن يتعبوا على الكوميديا بأطيافها كافة، فهذا ما يميزها في انطلاقتها ولا أحبذ مشاهدة أي عمل تراجيدي عليها. يبحث الناس عن الضحكة والابتسامة، وأرجو أن يستمروا في الخط الذي اتفقنا عليه منذ البداية، كوميديا فحسب».

فضل MBC
قال الفنان عبد الحسين عبدالرضا لبرنامج «سكوب» في قناة MBC: «للقناة مواقف طيبة معي في بدايتها، لا أنساها، من خلال أعمالنا التي تعرض عليها أو تغطيتها لأخباري، خصوصاً بعد الحادث الذي حصل لي بعد التحرير عندما قدمت مسرحية «سيف العرب» وأُطلقت النار علي، فكانت المحطة الأولى التي بعثت طاقمها من لندن وغطت الحادث في شكل كامل وأجرت لقاءً معي، شكري وتقديري للشيخ وليد الإبراهيم صاحب الفضل في خلق هذه الفضائيات الجميلة».

قصة التنديل
تدور أحداث المسلسل حول جاسم التنديل وأولاده وكيف غدر به الزمن بعدما كان غنياً له وزنه وثقله بين التجار. يُمنى بخسارة مالية عندما يحترق «المحمل» الذي يحتوي على بضاعته فتغرق البضاعة ويموت البحّارة وتتردى أوضاعه المادية وتنعكس على حياته وأولاده وأقربائه. يحاول تجار السوء محاربته وإذلاله وتحطيم معنوياته كونه رجلاً معروفاً في المجتمع، لكنه يواجه الصعوبات بحنكة وحسن تدبير.
طاقم المسلسلقصة: تأليف فالح الهاجري، سيناريو وحوار فايز العامر.
إخراج: محمد دحام الشمري.
مخرج مساعد: سلطان خسروه، مخرج منفذ جمعان الرويعي
انتاج: تلفزيون «الكويت»، منتج منفذ مركز الفنون.
مدير الانتاج: حسن السلمان.

بطولة: عبد الحسين عبد الرضا، عبد العزيز جاسم، جاسم النبهان، ابراهيم الحربي، عبد المحسن النمر، علي البريكي، حمد ناصر، ليلى السلمان، أحلام حسن، هيا شعيبي، شيماء سبت، عبير الجندي، ملاك، مها حميد، فهد العبد المحسن، حسن عبد الرسول، شهاب حاجيه، يعقوب عبد الله، نواف الشمري، عبد الله الباروني، عبد الله التركماني، أسامة المزيعل، عبد الله البدر، مبارك سلطان، مصطفى أشكناني، طاهر النجادة، عبد الله غلوم، محمد الشطي.
المقدمة الغنائية: كلمات ساهر، الألحان والموسيقى التصويرية د. عامر جعفر، غناء الفنان حسين جاسم.

يعطيك الف الف الف عافيه مسلسل ناجح

يسلمووووو يالغلا ع المجهود